هناك وعلى الصراط الذي يُنصب على متن جهنم ، يبدأ مرور الخلائق ، قال تعالى : { وإن منكم إلا واردها } قال النووي : أي المرور على الصراط .. هناك وحين يأتي دورك لتعبر ، يا ترى ما هو حالك ؟
وما موقفك ؟ وأخبرني عن مشاعرك ؟ وفي أي شيء ستفكر ؟ ووضعت قدمك الأولى ، وشعرت بدقة الصراط ، والمكان مظلم إلا على أهل الإيمان ' نورهم يسعى بين أيديهم' .. هناك تأتي حسناتك لتقف معك وتدفعك نحو الجنان ، نعم .. تأتي صلواتك وكلماتك ، هناك ينفعك طلب العلم وصبرك عليه ، ويدفعك حسن خلقك وطيب نفسك إلى دار السلام . إنها الأعمال الصالحة التي قمت بها في حياتك .. حفظها الله لك ، فجاءت تلك الحسنات لكي تكون خير معين لك في شدة الصراط . وفي الحديث '.. فيمر أولكم كالبرق ، قال : قلت بأبي أنت وأمي ، أي شيء كمر البرق ؟ قال : ألم تروا إلى البرق كيف يمر ، ويرجع في طرفة عين ؟ ثم كمر الريح ، ثم كمر الطير ، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ، ونبيكم قائم على الصراط ، يقول : رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد ، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا .. ) ' رواه مسلم 288. لتعلم وتوقن أن الأعمال الصالحة باختلافها وأنواعها هي المدد لك عند المرور على الصراط بعد توفيق الله لك . هذا ما أريده لنفسي ولكم وهوَ الفوز برضى الله والجنة لا حرمنا منها أجمعين ..