مرثـــــــــــــية

هذه مرثية صديقة لصديقتها بعد مفارقتها للحياة

يوم أمس

4/8/2008

بمن أستأنس الآن يا جويدة

جويدة حبيبتي..عزيزتي..أختي..

يا صديقة عمري.. يارفيقة دربي..

يا جوهرةفقدت بريقها..

تهشمت..بعد تشققها..

و كم حاولت الحفاظ عليها!..

يازهرة فيحاء، تساقطت بتلاتها و تناثر أريجها..

فمن يعيدها لي فأقبلها..

جويدة حبيبتي ..عزيزتي..أختي

أريد من يعزيني في درب حياتي..

أريد من يصبري على مصابي..

أريد من يبعدني إلى دور النسيان..

أريدمن ينسيني ذكرياتي معك..

أريد من يواسيني من مصيبتي فيك ..

و هل أجد ذلك فيما تبقى من حياتي..

جويدة حبيبتي..عزيزتي..أختي

مرت بناسنوات نهاية السبعينات و ميلاد الثمانينات..

نروح ونغدو نحو الثانوية..مركز الذكريات..

كزميلات ..كمربيات ..كأستاذات

نعرض الماضي فتحللينة كنص أدبي ..بل كنص فلسفي.

فأقوم أنا بتشريحه تشريحا علميا..

فأنا و أنت كنا متكاملات..

كتكامل النصف الذي يتداخل و يتغذى من النصف الباقي..

كل هذا كان في عشر سنوات..كأنها لحظات..

فافترقنا من مكان العمل..

و التقينا في مقر السكن..

جدار بيتها يحاذي جدار بيتي..

أستأنس بالأصوات التي تصدر من عندها و تلتقطها أذني..

فزادت عرى الصداقة و الأخوة بينها و بيني..

و صرنا نلتقي في بيتها أو بيتي..

و نسرد ما جرى لها ..و لي..

و في هذا اقتصدنا الذهاب إلى الطبيب النفسي..

فأداويها و تداويني..

فما أمتعها جراح ضمدتها لها ..

و ضمدتها لي..

ماتت أمي فواستني ..

و مات والدها فواسيتها..و كتمت دمعي..

وكمت حرقة في صدري..

و لم أدري !..

أن بعد أربعة أشهر سوف تفارقني..

حبيبتي..عزيزتي..أختي

أحببت أن أسمعك شعري..

فلم تتريثي و لم تنتظري..

فلمن أقرأ بعدك شعري فيفهمني..

و يحس بي غيرك يا عزيزتي..

كانت تحمل العالم وحدها بدون معاناة..بل تخفي المعاناة!..

صلبة تخفي النعومة..

صامدة تخفي الرقة..

جامدة تخفي اللطافة..

كانت تخفي الداء..و الأنواء..والأعباء..

و كانت تصارحني..

و كنت أنصحها بالذهاب إلى الطبيب ..إلى المعالج اللبيب..

كانت ترفض و تتحدى ..كل رقيب

و هي صامتة ..مرهقة

حتى هوى المعبد من عليائه..

ودفعة واحدة..

في خلال أربعة أيام..

صعدت الروح إلى بارئها..

و انطفأت الشمعة من شعاعها..

جرحت القلوب من حولها..

فيا هول ما أصابنا في فقدانها..

جويدة حبيبتي ..عزيزتي ..أختي

نامي حبيبتي نومة هنية..

و الله يرزقك جنة عالية ..

و في سرر مرفوعة..

قطوفها دانية ..

لا مشاكل فيها و لا معضلة..

و راحة ما بعدها راحة !..

مشكورة ريم على الخاطرة يعطيكى العافية ربى

مشكورة يا الريم
بجد الخاطرة حلوة كتيييييييييير
يعطيكي العافية يا رب