محاولة قتل امرأة لا تقتل (نزار قباني)

وعدتكي ان لا احبكي
ثم امام القرار الكبير..... جبنت
وعدتكي ان لا اعود...... وعدت
ان لا اموت اشتياقا ومت
وعدت مرارا
وقررت ان استقيل مرارا
ولا اتدكر انني...... استقلت
وعدت باشياء اكبر مني
فمادا غدا ستقول الجرائدعني
اكيدستكتب اني
جننت
اكيد ستكتب اني
انتحرت
وعدتك ان لا اكون ضعيفا
وكنت
وان لا اقول بعينيك شعرا
وقلت
وعدتك بالا والا والا
وحين اكتشفت غبائي
ضحكت
وعدتك بان لا ابالي بشعرك
حين يمر امامي
وحين تدفق كالليل فوق الرصيف
صرخت
وعدتك ان اتجاهل عيناكي
مهما دعاني الحنين
وحين رايتها تمطرني نجوما
شهقت
وعدتكي ان لا اواجه
اي رسالة حب اليكي
ولكنني رغم انفي
كتبت
وعدتك بان لا اكون في اي مكان
تكونين فيه
وحين عرفت انك مدعوة للعشاء
دهبت
وعدتكي بان لا احبك
كيف .....واين....وفي اي يوم
وعدت
لقد كنت اكدب من شدة الصدق
والحمد لله اني
كدبت
وعدت بكل برود وبكل غبائي
باحراق كل الجسور ورائي
وقررت بالسر قتل جميع النسائي
واعلنت حربي عليكي
وحين رايت يديكي المسالمتين
اختجلت
وعدت بالا والا والا
وكانت جميع وعودي
دخانا وبعثرته في الهوائي
وعدتكي بان لا اتلفن ليلا
وان لا اقدم وردا
وتلفنت ليلا على الرغم عني
وارسلت وردا على الرغم مني
وعدتك بالا والا والا
وحين اكتشفت غبائي ضحكت
وعدت بدبحك خمسين مرة
وحين رايت الدماء تغطي ثيابي
تاكد اني الدي قد
دبحت
فلا تاخديني على محمل الجدي
مهما غضبت ومهما فعلت
ومهما اشتعلت ومهما نطفات
لقد كنت اكدب من شدة الصدق
والحمد لله انني
كدبت
وعدتكي ان احسم الامر فورا
وحين رايت الدموع
تهرهر من مقلتيكي
ارتبكت
وحين رايت الحقائب في الارض
ادركت انكي لا تقتلين
بهده السهولة
فانتي البلاد وانتي القبيلة
وانتي القصيدة قبل التكون
انتي الدفاتر انتي المشاوير
انتي الطفولة
وعدت بالغاء عينيكي
من دفتر الدكريات
ولم اكن اعلم اني سالغي
حياتي
ولم اكن اعلم انكي
رغم الخلاف الصغير انا
واني انتي
وعدتك ان لا احبكي
يا للحماقة مادا بنفسي
فعلت
لقد كنت اكدب من شدة الصدق
والحمد لله اني
كدبت
وعدت بان لا اكون هنا بعد
خمسة دقائق
ولكن الى اين ادهب
ان الشوارع مغسولة بالمطر
الى اين ادخل
ان مقاهي المدينة مسكونة بالضجر
الى اين ابحر وحدي
وانتي البحار وانتي السفر
فهل ممكن ان اضل
لعشر دقائق اخرى
لحين انقطاع المطر
اكيد اني سارحل
بعد رحيل الغيوم
وبعد هدوء الرياح
والا سانزل ضيفا علكي
الى ان يجيئ الصباح
وعدتكي بان لا احبك مثل المجانين
في المرة الثانية
وان لا اهاجم مثل العصافير
اشجار تفاحك العالية
وان لا امشط شعرك حين تنامين
يا قطتي الغالية
وعدتكي بان لا اضيع بقية عقلي
ادا ما سقطتي على جسدي
نجمة حافية
وعدت بكبح جماح جنوني
ويسعدني باني لا ازل
شديد التطرف حين احب
تمام كما كنت في
السنة الماضية
وعدتكي بان لا اخبئ وجهي
بغابات شعرك طيلة عام
وان لا اصيد المحار
على رمل عينيك طيلة عام
فكيف اقول كلاما سخيفا
كهدا الكلام
وعيناكي داري
ودار السلام
وكيف سمحت لنفسي
بجرح شعور الرخام
وبيني وبينك خبزا وملكا
وسكب نبيدا
وشدو حمام
وانت البداية في كل شيء
ومسك الختام
وعدتكي بان لا اعود.... وعدت
وان لا اموت اشتياقا.... ومت
وعدت باشياء اكبر مني
فمادا بنفسي فعلت
لقد كنت اكدب من شدة الصدق
والحمد لله اني
كدبت

الله ما اجملها من قصيدة

شكرا لك عاشق صراحة كثير ما قرأت من قصائد نزار ولكن هذه القصيدة لاول مرة
أقرأها

طيب تمام علشان تعرفى عاشق كيف قصائدو حلوة
مشكورة ريم

فعلا قصيدة جميلة تستحق الشكر عاشق المستحيل

يعطيك العافية